مقالات ساخرة .. قصة أهلاااان .. مقال ساخر لـ يوسف معاطي

.
قصة أهلاااااان !!!!
.
الكاتب / يوسف معاطي .. كاتب و سيناريست مصري
.
.
أهلاااان‏!!‏ قالها هكذا‏..‏ طويلة‏..‏ ممتدة‏..‏ مليئة بالبهجة والفرح حينما رآني بالصدفة مارا بجواره متلقفا يدي بكل حرارة ليشد عليها‏..‏ والتفت يده حول يدي وهي بالمناسبة ضعف حجم يدي حتي اختفت يدي تماما في يده ثم أكمل إحكام يده علي يدي واضعا يده اليسري فوق يدي ويده المتصافحتين مؤكدا لي بتلك الحركة مدي اشتياقه لي‏..‏ و‏..‏ فينك يابو حجاج‏..‏ انت مخاصمني ولا أيه‏..‏ وازي المدام والبنوته؟‏!‏ أظن كبرت دلوقت؟‏!‏ يابن الأيه‏..‏ واحشني‏..‏ والله انت ابن حلال‏..‏ لسه جاي علي بالي امبارح‏..‏ امبارح باقول للجماعة عندي في البيت‏..‏ الجدع ده مش ظاهر يعني وأنت أيه أخبارك ياعم‏!!‏
كل هذا كان يقوله ويدي لاتزال أسيرة بين يديه‏..‏ لا تستطيع الإنفلات ولا هو يريد أن يفرج عنها وكأنني تركتها له للأبد‏..‏ بعد انقضاء عشر دقائق علي هذا الوضع حاولت أن اسحب يدي ولكنه كان قابضا عليها وكأننا أنا وهو صرنا توءما ملتصقين لا يمكن فصلها إلا بعملية جراحية‏..‏مرت ربع ساعة‏!!‏ ويدي بدأت تعرق‏..‏ حاولت أن استفيد من اللزوجة التي بين يدينا لكي أزفلط يدي واخرج بها واحدة واحدة كده ولكن كان هذا مستحيلا فيده اليسري كانت قابضة علي يدي اليمني عند الرسغ‏!!
‏ يارب انقذني من هذه الورطة أريد أن أمشي بأه‏..‏ ولكن كيف سأمشي تاركا يدي بين يديه‏..‏ والله لو كان ممكنا لتركتها له‏..‏ ولكن كيف‏!!
‏ أخذت أهز يده كإشارة لانتهاء المصافحة حتي اسحب يدي بطريقة ودية‏..‏ ولكنه لم يفهم تلك الاشارات واستمر ممسكا بيدي وكأنه وجد كنزا‏..‏ مددت يدي اليسري وأخذت أربت علي يدينا اللتين التصقتا حتي انبهه ان المصافحة انتهت‏..‏وكانت غلطة عمري إذ تلقف يدي اليسري هي الأخري وضمها إلي المجموعة‏..‏ صارت يداي الاثنتان محبوستين هما أيضا بين يديه‏..‏ وكان من يرانا من بعيد يظن أننا نلعب كلوا باميه‏!!‏
وظل يردد‏..‏ أيوه يا حبيبي‏..‏ كنت عاوز أقولك أيه كنت عاوزك في أيه‏..‏ واللهي الواحد دماغه بأت مش معاه‏!!‏
لماذا لا يتركني يا ناس هل لو ترك يدي سأهرب‏..‏ ماله مكلبش في هكذا يارب خلصني بأه ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحه فقد مر أحد الأصدقاء الذي ما أن رآه صاحبنا حتي هتف بهأهلااااان وأخيرا رفع يده اليمني عن يدي وصافح الرجل ممسكا بيده هو أيضا ولكنه لم يترك يدي أنا ظل ممسكا بها بيسراه هامسا لي استني أنت رايح فين‏..‏ أنا عاوزكوالتف بجسمه نحو الرجل وهو ممسك بيده معطيا ظهره لي‏..‏ محافظا علي يدي في يده برضه إذا نظرت الي الموقف عن بعد‏..‏ قد تفسر المشهد علي أنه واحد ضابط قافش اثنين حرامية‏!!
‏وظل يكلم الرجل الآخر معاتبا‏..‏ بأنه ابعث لك الراجل ويقولك انه جاي من طرفي وماتخدموش برضه‏!!‏
وأخذ الرجل يبرر وهو يناقشه‏..‏ كل هذا ويده لاتزال تمسك بيدي لا يريد أن يتركها‏..‏ ولم يكن أمامي ما أفعله سوي تلك الحركة الطائشة حينما دفعته بقدمي واعطيته شلوتا في قصبة رجله‏..‏ فانفلتت يدي من يده أخيرا‏..‏ حقا ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة‏..‏وسحبت يدي بسرعة وأطلقت ساقي للريح‏..‏ وهو ينظر نحوي مدهوشا من تصرفي‏!!
‏اعلم ان تصرفي كان مجنونا بعض الشيء ولكن لم يكن في يدي شيء أفعله سوي هذا‏..‏ ولقد اقسمت بعدها ألا أصافح أحدا ولا أسلم علي أحد واضعا يدي دائما في جيوبي مكتفيا ـ السلام بإيماء ـ رأس فهمها الاصدقاء للأسف علي أنها تناكه مني أو غرورا وقد كتب أحدهم في أحدي المجلات أنني أمشي بألاطة ولا أسلم علي أحد‏..‏واني أقص لكم قصة أهلاااان هذه للتوضيح بعد أن شردني صديقي في كل حته وقال انني لا أمد يدي للسلام ومن يكره السلام؟أنا‏!!‏ أنا بالعكس من أشد أنصار السلام‏!!‏ ولكننا لا نحب السلام الذي يقيدنا ويجعلنا مكتوفي الأيدي‏!!
‏ هل لاحظتم الجملة الأخيرة؟‏!‏سياسية قوي برغم ان الموضوع هايف خالص‏..‏ ولكننا في نهاية المقالات يجب دائما أن نقول اشياء كبيرة ولذا لا تعط يدك لأحد إلا إذا كنت واثقا من عودتها اليك في أقرب فرصة‏..‏ حتي لو أخذها لكي يحلف عليها‏..‏ ويقولك والعشرة الكرام دول‏..‏ اسحب الخمسة بتوعك‏..‏ وسيبه يحلف بالعشرة بتوعه هو‏.
.
.
.
يوسف معاطي

هناك تعليق واحد: